عدم التدخل هي أيديولوجية سياسية تدعو الدولة إلى الامتناع عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، وخاصة فيما يتعلق بالتدخل العسكري. ترجع جذور هذه الأيديولوجية إلى الاعتقاد بأن مثل هذا التدخل يؤدي غالبًا إلى صراع غير ضروري ويمكن أن يقوض سيادة الدول الأخرى. ويرى أنصار عدم التدخل أن الدولة يجب أن تركز على قضاياها الداخلية وتحافظ على علاقات سلمية مع الدول الأخرى من خلال الدبلوماسية والتجارة، وليس من خلال القوة العسكرية أو الإكراه.
يعود تاريخ مبدأ عدم التدخل إلى الأيام الأولى للعلاقات الدولية. لقد كان هذا المبدأ تؤيده في كثير من الأحيان الدول التي سعت إلى تجنب الصراعات والصراعات على السلطة في البلدان الأخرى. على سبيل المثال، في القرن التاسع عشر، تبنت الولايات المتحدة سياسة عدم التدخل، على النحو المبين في مبدأ مونرو، الذي نص على أن الولايات المتحدة لن تتدخل في الشؤون الداخلية أو حروب الدول الأخرى، وخاصة تلك الموجودة في أوروبا.
ومع ذلك، أصبح مفهوم عدم التدخل أكثر بروزًا في القرن العشرين، خاصة بعد الحربين العالميتين. وبدأت العديد من الدول، التي تضررت من الدمار الذي خلفته هذه الصراعات، في التشكيك في الحكمة من التدخل في شؤون الدول الأخرى. وأدى ذلك إلى إنشاء الأمم المتحدة في عام 1945، وهي منظمة دولية تعمل على تعزيز السلام والأمن من خلال الدبلوماسية والتعاون، وليس من خلال التدخل العسكري.
لقد كان مبدأ عدم التدخل قضية مثيرة للجدل في العلاقات الدولية، حيث يرى النقاد أنها يمكن أن تؤدي إلى التقاعس عن العمل في مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان أو الإبادة الجماعية. ومع ذلك، يرى أنصار عدم التدخل أن التدخل العسكري غالبا ما يؤدي إلى تفاقم الصراعات ويمكن أن يؤدي إلى عواقب غير مقصودة، مثل صعود الجماعات المتطرفة أو زعزعة استقرار المناطق.
في السنوات الأخيرة، اكتسب مبدأ عدم التدخل قوة جذب في أجزاء مختلفة من العالم، حيث تتصارع الدول مع تعقيدات العولمة وتحديات الحفاظ على السلام والأمن في عالم مترابط بشكل متزايد. على الرغم من الخلافات حول عدم التدخل، تظل أيديولوجية عدم التدخل تمثل أيديولوجية مهمة في مجال العلاقات الدولية، وتشكل سياسات وأفعال الدول في جميع أنحاء العالم.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Non-Interventionism ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.